مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 10:59:00 م

ولادة الشوق .. من رحم استحالة الحدوث
ولادة الشوق .. من رحم استحالة الحدوث 
تصميم الصورة رزان الحموي 
 

وصل الرمق الأخير من هذه الحياة إلى ذروة كل نفسٍ مني ..

هل هذه هي النهاية ؟!

يبدو أنها كذلك .. 

أستطيع الشعور بها ..

و تستطيع الشعور بي ..

كلانا يتقدّم نحو الآخر ..

هي بخطواتٍ ثابتة ..

و أنا ..

بخطواتٍ مترنحة .. زائلة ..

آخذ شهيقاً ينعش| الياسمينات |، و يجعل السبات يصحو من مرقد العمر الحزين ..

لأزفر بعدها .. 

زفيراً ما عرفتْ صداه ، إلّا كلُّ روحٍ أبتْ الاستسلام و الخضوع .. لقاع اليأس و الفراق ..

أشتاقك ، أشتاق إلى أحاديثنا الغامضة ، و همساتنا الصامتة ، و مشاعرنا العميقة .. و حروفنا القديمة ..

أين أنت ؟!

ما الذي سرقك مني ؟! 

من الذي أبعدك عني ؟!

لم أتوقع البتة أنَّ ذات يوم ..

نفسي المحترقة ..

ستعود للاشتياق ..

ستعود للانتظار .. ستعود .. للكتمان ..

أرجوك .. لا تخذلني ، لا تهمل فؤادي الرقيق ، لا تجعله يقترب من عتبة انتحارٍ| عشقي| ..

" أنت أنا .. في مكانٍ آخر " 

" أنت أنا .. في روحٍ واحدة " 

لا تفرّق جمع الروحين ، يكفيهما انشطار الزمن لحقيقة القلمين ..

هل أنت غاضبٌ من وجودي ؟! أم مرتبكٌ منه ؟!

أم أنك خائف ؟! 

خائفٌ من ظهوري المفاجئ ضمن جحيم حياتك ؟!

أم أنك عاتبٌ على القدر المكتوب ؟! 

قدرٌ كُتب بداخله نهايتنا ، من قبل أن نلمس أطراف بدايتنا ..

أما أنا ..

فعتبي عليك أنت فقط .. لأنك هربت من عالمي ، من مخيلتي ..

جعلتني أخضع لإغماض الجفون .. و العيش مع تفاصيل شخصيّة لا مكان لها بين الصدور ..

جعلتني أبتسم لوجهٍ مجهول .. بينما كنتُ راضية أن أضحك لملامح روحك العجوز ..

جعلتني أصمت ، و أصمت ، و أصمت ..

و كلُّ ذلك الصمت ، انفجر على هيئة شلالاتٍ عينيّة ..

لمجرد اقتحام برودك .. شمس انتظاري ، و نهار صمتي ..

عد إليَّ .. لعلّنا نصنع حروفاً أبجديّة ..

عد إليَّ .. لعلّنا نعزف مقطوعةً موسيقيّة ..

عد إليَّ .. لعلّنا ندرك نظريّةً فلسفيّة ..

عد إليَّ .. إلى مكانك الحقيقي .. ضمن حضن الجنيّة .. 


شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.